الثلاثاء، 8 مارس 2016

كيف تسعف من أصيب بالتسمم بالغاز؟

أهم غاز خطر يسبب استنشاقه التسمم هو أول أكسيد الكربون (carbon monoxide (CO، ويأتي خطره من كونه غازا لا لون له ولا رائحة، ما يجعل الإنسان غير واعٍ بوجوده أو تأثيره.

مصادر غاز أول أكسيد الكربون

ينبعث هذا الغاز من الاحتراق غير الكامل للخشب أو الفحم أو الزيوت، خاصة في الأماكن المغلقة، فمع استهلاك الأوكسجين البطيء في هذه الأماكن، يستبدل الأكسيجين بغاز ثاني أكسيد الكربون (CO2)، ما يجعل الوقود لا يحترق بشكل كامل وينشر غاز أول أكسيد الكربون.

ولعل أكثر مصادر أول أكسيد الكربون شيوعا في البيت هي وسائل التدفئة المنزلية ووسائل تسخين الطعام التي لم تركب أو تُحفظ بشكل سليم، وكذلك منافذ المداخن المعطلة وغير السالكة، والدخان المنبعث من عوادم السيارات والمحركات في المساحات المغلقة.
 
تأثير أول أكسيد الكربون بالجسم

عندما يستنشق الإنسان أول أكسيد الكربون، يدخل الغاز مجرى الدم ويتحد مع الهيموغلوبين في الكريات الحمر، ما يجعل هذه الكريات غير قادرة على نقل غاز الأكسيجين الضروري للحياة إلى خلايا وأنسجة الجسم، ما يؤدي لوفاتها مع مرور الوقت.
 
أعراض وعلامات التسمم بغاز أول أكسيد الكربون

أكثر الأعراض شيوعا:

- الصداع.

- يتلوه حس الإعياء والدوخة والدوار.

- ثم الغثيان والإقياء وآلام البطن.

- ثم صعوبة التنفس.

- وكثيراً ما يبدو وجه المصاب احمر متوردا (من ارتفاع مستوى أول أكسيد الكربون بالدم).

وتتوقف شدة الأعراض على مدة التعرض للغاز السام، وفي المراحل المتقدمة قد يشكو المصاب من تأذي الدماغ (الذي يتظهر بالاختلاجات وغياب الوعي) أو من نوبة قلبية (تتظهر بألم الصدر)، وكثيرا ما ينتهي الأمر بوفاة المصاب إذا لم يدرك أنه تسمم بالغاز.

ومن الضروري بمكان أن يلم كل امرئ بأعراض التسمم هذه إذا وجد نفسه (أو وجد أحد معارفه) يشكو منها وكان في غرفة مغلقة، خاصة إذا اختفت الأعراض بعد ترك المكان ثم عاودت الظهور بعد دخوله ثانية.

وخاصة إذا كانت هناك دلائل تشير إلى احتراق الوقود الناقص (مثل علامات الدخان الأسود على الجدران القريبة من الموقد، أو وجود دخان في الغرفة، أو كون اللهب الصادر من موقد الطعام أصفر اللون بدلا من أن يكون أزرق اللون).
 
إسعاف المصابين بالتسمم بالغاز
أهم إجراء إسعافي هو فتح النوافذ، والسماح بدخول الهواء النقي للغرفة.

وتتوقف إجراءات الإسعاف على حالة المصاب، فإذا كانت إصابته بالتسمم الغازي طفيفة، فقد تكفي إراحته بعيدا عن الجو الملوث لبضع ساعات، أما إذا كان فاقد الوعي، فهو بحاجة إلى فتح مسالكه الهوائية وتطبيق وسائل الإنعاش، ويجب فحص نبضه وتنفسه كل عشر دقائق، بينما تتم الاستعدادات لنقله للمستشفى.
 
وفي المستشفى تتركز المعالجة على إعطاء الأوكسجين الصافي (100%) من خلال قناع محكم، أو بوساطة التنفس الصناعي إن لم يكن المصاب قادرا على التنفس بنفسه، فالأوكسجين  المركز قادر على فك اتحاد أول أكسيد الفحم مع الهيموغلوبين.

مضاعفات التسمم بالغاز

يصاب 10-15% من المعرضين لفترات طويلة إلى غاز أول أكسيد الكربون والناجين من الوفاة بمضاعفات خطرة تخص الدماغ والقلب، فقد ينتهون بفقد الرؤية والسمع، وقد تصيبهم حالة مزمنة من الارتعاشات أو صعوبة تحريك الأطراف، كما قد تصيبهم أزمات قلبية ناتجة عن انسداد الشرايين التاجية (الإكليلية).

وتتعرض الحوامل اللاتي يصبن بهذا التسمم الغازي لمضاعفات في حملهن تتراوح بين ولادة طفل دون الوزن الطبيعي إلى وفاة الجنين في الرحم.


الوقاية من التسمم الغازي
- تجنب استخدام المدافئ التي تستخدم الفحم أو الغاز لتدفئة البيت، ما لم تكن هناك وسائل جيدة للتهوية.

- ضع محركات أجهزة الغاز التي تستخدمها في البيت وأنابيب تصريف العوادم في الخارج.

- ضع قناعا على وجهك عند دهن البيت أو استخدام محاليل كيمياوية تحتوي كلور الميثيلين.

- لا تنم في غرفة تدفئتها على الغاز أو بمسخن بارافين.

- تأكد من وجود جهاز لسحب (شرق) الهواء في مطبخك.

- أجرِ صيانة دورية على كل أجهزة التدفئة والغاز في بيتك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق